سنعود يوما عشتار
----------------
تلك عشتار قد هوت
من عرشها وتدلت
صدفة ملتقانا
عهود ولت متزامنة
آلهة للجمال وصفت
وللحب من الخيال نشئت
عند قداسها أزيل الشهد من فاهها
وتلك الأوراد لها أنحنت
قرص الشمس من نورها توارى
أختفى متقهقرا للإياب سعى
رضاب الشوق ينساب من شفتيها ألقا
وتلك الكنى كأنها مجسات للشوق ترقى
أمطار غيومك في تموز أزهقت
قرن على قرن
وتلك الأنغام لعيون المها عزفت
كنت ك حبة في سنين قحط زرعت
وشفير في طياته للحروف سلبت
أكتئاب كأنه وسوسة فارغة
فأنت امرأة على صلبان الحنين قيدت
وجها رماديا يقطن محياك
وعينان في محاجر من ظلام غارت
روحا كأنصاف الحياة بروزت
معلقة أنتِ بين أنسال الذكرى
ترزخين بين وساوس لدمى بالية
وتلك الرسائل بعطر الموت دونت
دعني اكتب ..
سويعات لك اتحدث
أغنيات وبحور شوق
فدعني أنتشي الفرح من عينيكِ
وأنثر رذاذ الحب كحبات عنب من عريش يتدلى
فعمري أحسبه بين نبضات فؤادكِ
وأحذف كل ما مر من تساؤلات
فالقلب بلباس متجدد
حقولا من أقماح صفراء أزهرت
سنابل حان قطافها
دعي أوتار الريح ساكنة
وذلك الناي أستباح سهرتنا
لنهديكِ مدُ سويعات فرح
وذلك الرداء من الكتفين هطل
ليلة مقمرة ضيائها خافت
وتلك الأنوثة تبخترت بترف
صمتنا سوية ..
كأن أحجارا ضاق بها الأمل
وحناجر أوتارها أصابها الخرس
النداء تقهقر خلف جبال الخطيئة
الشفاه لم تضبط توترها
كأن الريح من دروب خافتة أتت
والصوت كاد في الحناجر يختنق
لقد سرى الورى
وعاقبتُ دليل أمسي
ليختفي ما تناظر من صروحي
فالليل عناقه لن ينتهي
والأشياء كأنها في نيران الشوق أضرمت
تواريخ على مرمر الروح نحتت
تقضم منا تبقى من أنوار
كأنها حلقات عمر أنتهت
رفاهية أمتهنت الموت عنوة
لتبادر لرقصات مولعة مع شياطين ظهرت
دعي الوقار فالشيب ساح مع كل هزة خصر
وموال من فاه عشتار
دعيني أتعلم رقصة الغباء
وأنصف الشوق بلا رياء
تنهيدات غادرت لفائف قدري
لتكتب حزنا سماويا رقيق
شعورا خط نهايات ليل بعيد
وتلك المدارات في شجون سابحة
ومقاصل ملونة بأزاهير حمقاء
تسلب العطر من تيجان الزهور
وعلى سنا رماحها امرأة من كبريائها تدلت
فدعينا نجمع شتاتنا
شظايا أنفاس لرحابة القول أنست
أرصفة سُرجت بأشرعة ممزقة
فهل سنعود يوما عشتار ؟
أم الرحيل قضى على ما سكن من ليل طويل
فتلك مقامات على ساحل دجلة
ترافة وجمال وليل أحمر
وخطوطا ليتني لها أعبر
حتما لن تنتظر عشتار
فقطار الرحلة ابتدأ
بقلمي
الاديب عبد الستار الزهيري
تعليقات
إرسال تعليق