التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حلم أحلام من روائع الراقية دعاء حجر

 بسم الله الرحمن الرحيم


حلم أحلام🌷


                    الجزء الرابع. .🌷  

                     شمس أحلام.🌷

     

     تعرفنا سويا كيف مرت حياة الطفلة، والفتاة وتعرفنا علي كثير من مشاعرها، وأحاسيسها في بعض المواقف واللحظات التي مرت بها وعشنا معها لحظات سعادتها ولحظات آلمها. ومن المؤكد أن كل من قرأ عن أحلام تخيلها بنفسه. أو عاش معها لحظات. وكون فكرة خاصة به عنها ونحن اليوم نستأنف الحديث عنها.

     لا ننسي ونحن نتحدث عن أحلام أننا نتحدث عن إنسانة عادية تخطئ وتصيب فهي ليست ملاك من الملائكة. فإذا كنا ذكرنا ما بها من مميزات وتغافلنا عن عيوبها بقصد أو بدون قصد لكنها موجودة فمثلها مثل باقي البشر. فهي خليط من كل شئ فهي تجمع بين الشئ وعكسه تماما. فهي تارة تجدها في غاية الهدوء لا تكاد تسمع صوتها وفي بعض الأوقات شيطان من الشياطين وصوتها يعلو كل شئ. تارة تجدها طيبة وحنونة وفي بعض الأوقات شرسة لا تستطيع أن تتعامل معها نهائيا. لكنها مع كل هذا لم تتذكر يوم أن حدث بينها وبين أحد من زملائها وزميلاتها أو مدرسيها أي شئ يؤخذ عليها.

     فالصداقة عندها رباط مقدس ولذلك هي تحب جميع زملائها وهم جميعا يحبوها ويحترموها. فلم تحدث مشكلة بينها وبين أحد منهم طيلة سنوات الدراسة الأثني عشرة سنة. فهم مروا جميعا بهدوء وبمحبة وبأخوة للجميع.

     بعد مرور أحلام بكل تلك الظروف كان لابد لها أن تتنفس. فهي لم تقرأ منذ شهور طويلة بسبب بعدها عن العمل وعن حياتها الطبيعية كما كانت معتادة ونعلم جميعا كم كانت القراءة مهمة لأحلام. فهي كانت المتنفس الوحيد لها. هي النافذة التي تنظر بها إلي الدنيا. وعندما حرمت من المتنفس الوحيد. وجدت الفتاة نفسها تتحول من الفتاة الوديعة التي لاتكاد تسمع صوتها في المنزل أو المدرسة. إلي فتاة تثور لأتفه الأسباب. وكانت لا تجد إلا والدتها لتصب أمامها كل غضبها. وكانت والدتها لا تعنفها أبدا. لأنها تعلم ما بداخل الفتاة من اختناقات. وتمادت أحلام فكانت كلمتها هي الكلمة التي تنفذ في المنزل. ومع ذلك كان حب أحلام في قلب والدتها يعلمه الجميع. فهي تحبها بشدة وتشفق عليها بشدة. كانت كل الذي تفعله عندما تصرخ أحلام وتتفوه بكلمات تدخل غرفتها وتغلق علي نفسها الباب حتي تهدأ أحلام. وظلت هكذا أحلام. واذدادت عصبيتها أكثر وأكثر كي تحافظ علي هدوءها خارج المنزل. فالتغير بالنسبة لأحلام كان داخل المنزل فقط أما المدرسة فلم يشعر أحد بتغير شئ في أحلام.

     كان بين أحلام ووالدتها كلمات شهيرة فوالدتها تقول لها. بكرة ولادك يعملوا فيكي كدة. وترد أحلام وهي تضحك وتقول لها أنا أموتهم من الضرب أنتي مبتضربيش. أنا بقي هربيهم.

     مع كل هذا شعرت بالوحدة لأن والدتها تحب الجلوس بمفردها. وجدت أحلام نفسها تبحث في مكتبة المدرسة عن قصص الأطفال وهي التي لم تقرأها وهي صغيرة. ولم تستهويها من قبل ولم تجذب إهتمامها يوما من الأيام. فكانت كل يوم ترجع من المدرسة بقصة في يدها وترجعها في اليوم التالي لتأخذ غيرها وانشغلت بسلسلة مغامرات تان. تان. كانت تقضي معها أي وقت فراغ لها كانت تنسي معها كل شئ وتذهب بخيالها لتزور كل مكان يذهب إليه. تان. تان. لكي تخرج من وحدتها.

     وفي هذه الأثناء. سطعت شمس في حياة أحلام. شقيقتها الصغري اليوم هي في الصف الثاني الإعدادي. هذه الفتاة التي قامت بتربيتها أحلام دون أن تشعر بها. فوالدتهم مريضة وهي في الصف الخامس. فأحلام من تقوم بإعداد الطعام وغسل الملابس وكل ما يخص الطفلة لكنها لم تشعر بها. ولا الطفلة تشعر بأحلام تكاد تكون لا تراها أمامها. فلا تستطيع أحلام هنا أن تصف معاناة الطفلة أثناء تلقيها خبر مرض والدتها. ولا تستطيع أن تصف شعورها في تلك السنوات التي مرت دون. أن تشعر بها. والتي من المؤكد أن حياة الصغيرة كانت أشد إيلاما من حياة أحلام.

     فهي كانت وحيدة بمعني الكلمة. الأب مشغول بجلب الرزق لأولاده والأم طريحة الفراش والأخوات متزوجات عدا أحلام. والأشقاء كلا في عمله ولم يلتفت أحد إلي الصغيرة.

فأخذت الصغيرة تبحث بنفسها عن مكان دافئ تقضي فيه طفولتها دون ان يشعر بها أحد. وهذا المكان بيت شقيقتها الكبري. فكانت تقضي معظم الوقت معها بين أولادها لتعوض حرمانها من عدم وجود الدفئ داخل المنزل فأحلام لاتستطيع أن تصف شيئا من حياتها ولا أوجاعها ولاتعلم كيف أمضت هذه الطفلة كل هذه السنوات بمفردها.

     ولكن بعد كل سنوات الحرمان هذه أمر الله عز وچل لهم في هذا العام أن تلتقي القلوب والأبدان معا. فكأنهم لم يروا بعضهم إلا الآن والآن فقط. من الله عليهم هما الأثنين. وكما ظهرت شمس في حياة أحلام غيرت كل شئ. بل أنارت كل شئ. ظهرت شمس أيضا في حياة الصغيرة أنارت لها حياتها وبدأت من الآن رحلة الأخوة والصداقة والمحبة رحلة الإبنة والأخت والأم. فكل واحدة كانت تشعر تجاه الأخري بأنها هي المسئولة عنها. وسنعلم جميعا مدي تعلقهم ببعض.

     عندما أحسوا ببعضهم البعض بدأت أحلام بالتقرب إلي شقيقتها شيئا فشيئا. وكانت تقول لنفسها. أين كانت طيلة هذه السنوات. كانت بجوارها لكنها لاتحس بها. إلي أن أمر الله لهم أن تتفتح القلوب ، وتذوب السدود ،، التي كانت بينهم ،، وكانوا لا يروها ولا يكادوا يحسوها وكأنهم لم يخلقوا إلا في هذا العام. فوجدت كل واحدة نفسها مع الأخري.

     كانت الصغيرة جميلة، وشقية. كانت معظم الوقت خارج المنزل حيث متطلبات المنزل. لأن أحلام كبرت ولا يصح أن تخرج لقضاء مستلزمات المنزل. . فكانت ملقاه جميعها علي عاتق الصغيرة.

     مرت الأيام وتزوج شقيق أحلام الثالث. وكبر المنزل أكثر. وأكثر وتغيرت الحياة وكانت والدة أحلام دائما ما تهزم المرض فكان يهاجمها مرة أو مرتين في العام. وتمكث في فراشها قرابة الشهر. وتهزمه وتعود من جديد لتمشي في المنزل. وتتنقل من غرفة لغرفة بين أولادها. ولكنها باقية علي حبها لوحدتها وجلوسها تناجي ربها. لأنها لا تستطيع أن تعمل أي شئ في المنزل.

     ومرت الأيام وكبرت العلاقة بين أحلام وشمسها. وأصبحوا الشقيقتين كأنهم شخص واحد. خلقت علاقة بينهم هي فريدة من نوعها. ليس لها مثيل فهم كأنهم نفس واحدة. بل أكثر من ذلك وضعت أحلام كل حب بداخلها وكل مشاعر حرمت منها وهي صغيرة لأختها الصغري وأصبحوا كأنهم شئ واحد يفرحهم شئ واحد. يحزنهم شئ واحد. الإحساس واحد في كل شئ. الدائرة إنغلقت عليهم فقط. دائرة مليئة بالحب ، والحنان،، والمشاعر الطيبة بالخوف والقلق. علي بعضهم وكأنه لا يوجد في الدنيا غيرهم. وشعر كل من حولهم بهذه العلاقة التي لا يوجد في الدنيا لها مثيل.

     فقد حرموا هما الإثنين من الحنان ولكن وجدوه بداخلهم. وجدوه طوفان من المشاعر والأحاسيس التي لم تخرج للنور بعد. هم قلوب صغيرة نقية تحب بعضها البعض وعوض كلا منهم بحب الآخر وهكذا الدنيا عندما تأخذ. تمنح ولو بعد حين.

    ومرت الأيام بسعادة وحب بين الجميع فأحلام صاحبت زوجات أشقائها وكانوا يحبوها ويحترموها ويجعلوا كلمتها هي العليا مع أنها تصغرهم جميعا لكن الحب كان هو من يحركهم جميعا. فكانت الألفة والمحبة بينهم.

     كان لأحلام مكان بجوار المنزل يجلسون فيه خاص بهم كانت والدة أحلام تحب الجلوس علي الرمال في هذا المكان قبل مرضها فأرادت أحلام أن تخفف عنها ما هي فيه. وكانت تأخذها إليه بصعوبة حيث أنها لاتقوي علي النزول. علي السلم. ولكنها في بعض الأحيان تجاهد نفسها وتنزل للمكان المحبب إلي نفسها.

     وذات مرة كانت جالسة مع أحلام وشقيقتها. وكانت حزينه ويبدو في داخلها شئ فحاولت أحلام الضغط عليها كي تبوح بما تنزعج منه. وكانت خائفة من شئ ما. ومع ضغط أحلام قالت لها والدتها أنها رأت شيئا يلمع في السماء. وتخاف منه. فأحست أحلام بالقلق هي الأخري لأنها أول مرة تسمع بهذا الكلام. فحاولت تهدئتها. وقالت لها ماذا رأيتي. فقالت لا أعرف. فقالت أحلام أرسمي ما رأيتي علي الرمال. فهمت والدتها بالرسم علي الرمال. علي أمل أن تعرف ماهو الذي رأته في السماء.وأشعرها بالخوف والرعب 

      ورسمت علي الرمال هكذا. ١ ١ ١ ٩. وما أن رأت أحلام هذا حتي شبكت ما رسمت والدتها هكذا. الله. فصرخت هي وشقيقتها في آن واحد وقالوا. الللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله. ولم تفهم والدتها ماذا يقصدون. فهي لاتعرف القراءة ولا الكتابة. ففهمتها أحلام أن ما رأت هو كلمة. الله. مكتوبة بالنور في السماء. وأشهد الله أني حضرت هذا الموقف ورأيته رأي العين. فعندما علمت والدتها بهذا أجهشت بالبكاء. وكادت أن يصيبها مكروه من شدة الفرح والبكاء فكانت تبكي بكاء هيستيري، وتضحك ضحك هيستيري.، لا تقوي علي السيطرة علي مشاعرها أن الله كرمها و أراها مثل ذلك. ولكنها كانت تستحق.

     

     اليوم هو دخول أحلام المدرسة الثانوية. والتي لم تدخلها برضاها، ولكن المجموع هو وحده من ألقي بها هناك.

     دخلت أحلام وهي غير راضية عن مدرستها، ولكن ما بيدها حيله. لكن مع مرور الوقت، وتغير الحياة شيئا فشيئا ،تغيرت أحلام وتغيرت نظرتها للدراسة وللمدرسة 

    تري ما الذي جعل أحلام تغير نظرتها إلي المدرسة. وهل هذه النظرة المتغيرة للأفضل.أم للأسوء؟ ؟

هذا ما سنعرفه من خلال متابعتنا لباقي. حلم أحلام.


إلي اللقاء مع الجزء الخامس.

  

     ✍️ دعاء حجر. 🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لوعة اللقاء من روائع الراقي عبد الرحمن اشرف

 لوعة اللقاء حين تمتلئ النفس بالشغف أناديك طيفك يراود مشاعري وارى وجناتك بالخجل تحمر باجمل ما لايوصف يلفني هيام الود ويشتد حنين الوصال لمحراب التنسك  لحظات الشوق حبلى بالاحلام ترهق كنهي وترجف الاضلع بلوعة اللقاء و بمأمن الوجدان وسويا تحظى انفسنا بجزاء حقيقة المنى كان مبني على الشك واليقين نقضيها في بحبوحة جنان ابدية وبين عناقيد قطوف دانية ونعترف بما اشتها لنا القدر ووجدنا نعمة الذات تبث جمال حروفها  كانفاس عطرة تلامس اوتار الفؤاد واسمع صدى بوحها وبكبريائها تسحر عين كياني وانشرحت الروح حين وجدنا ما كنا نتمناه   # عبدالرحمن أشرف #/المغرب (Baracato Alkadi)

كلماتهم من روائع المبدعة فاطمة الزهراء اقريش

 كلماتهم كلمات ذبلت على شفاه الرقيم و حروفهم عدت أصابعها هزيعا في ليل التولي أسمالهم أسمال همهمت حسرة  على ظلال الماضي و ألوانهم خيوط اكتحلت بها الإبر مالهم يصفعون الوقت بكف المرايا و يلتحفون زهوا بضحكة الوجوم مالهم يقبقبون غيظا  يزمجرون و على صلصلة الروح يرقصون   ليث أيامهم صامت و لون شدوهم باهت و ما تغريدهم إلا  نعيق في هشيم التمني فاطمة الزهراء اقريش اللوحة من تصميم فاطمة الزهراء اقريش

كلما رحلت أتيت من روائع الراقي سلام العبدالله

 كلما رحلتِ أتيتِ أردتُ أن أرحل بلا مـوعــدٍ فرجعتُ عن قراري ...إليكِ أردتُ أن يصمتَ النبضُ كيداً فنادى يصـرخُ كطفل عليكِ وقرَّرت أن أشطبَك من مخيلتي ونسيتُ كيانــي بين يديـك قفلــتُ بـابَ قلبي بقفليــن ونسيتُ أن مفاتيحَه لديكِ اتخذتُ قرار هجرَك سراً فكشفَ سري نظراتُ عينيك لي في قلبِك وطـــنٌ حُرِمتُ حقَ اللجوءِ إليك بقيتُ غريباً في وحـدتي ظُلمتي تضيُء بشفتيــك نٌفيتُ قســراً من وطني وقلبُك وطني وهـويتي بوجنتيك الحب وقلبينا توأمان وكفُّك بكفي يعانقُ إصبعيك أتيــهُ في دنيــا الخيـــالِ عندما عيني تلقى بعينيك وأذوبُ كقطعةٍ من جليــدٍٍ عندما ثغري يقبلُ شفتيك إني سجينٌ بين أضلعـك قلبي وروحي أسيــرَيك سأبقى مطيعاً ودوداً لَك أموت خنقاً إن لم أتنفس من رئتيك كلما نويتُ الرحيلَ أتيتُ تذكرتُ أني ساكنٌ بين جنبيك أدور بين الخيالِ فكرا ضائعا وأرجــعُ بين نبضِك ومقلتيـكِ الشاعر سلام. العبدالله