( من وراءِ الورود والرَياحين )
لَعَلٌَها لَم تكتَفِ بِحُسنها كالخَيالِ يُبهِرُ
فَأحاطَت بَيتَها بالوُرودِ لِلأريجِ تَنشُرُ
والرَياحين من حَولِها يا لَهُ لَونها الأخضَرُ
بَلابِلُ الرَوضِ كَم غَرَّدَت ... تَغريدها يَأسُرُ
وَفرَفَت بالجَناحٍ فَوقَها
وعلى النَوافِذِ بِخِفٌَةٍ تَنقُرُ
قُلتُ في خاطِري ... كَيفَ أحظى بِها ؟
يا سَعدَها الغادَةُ ... والشَذا من حَولِها
يا بِئسَها مُهجَتي والأسى يَلُفٌُها
ويا لَهُ الشَرَيانُ إذ يَنبِضُ شَوقاً لَها
قُلتُ في خاطِري كَيفَ لا أدنو أنا مِن بَيتِها ؟
وأنثُرُ النَرجِسَ في دَربِها
فأنتَظَرتُ عَلى جَمرٍ اللٌهيب ... يا لَهُ لَهيها
تَسَمَّرَت عَينايَ ... تَرقُبُ بابَها
مَتى يَكونُ الخُروج ؟ ... يا بِئسَهُ إنتِظارها
أطالَتَ البَقاءَ يا وَيحَها
تَحَرَّكَ بابها … تُطِلٌُ في قَدٌِها
والبَدرُ قد أشرَقَ من وَجهِها
تَسارَع النَبض في مُهجَتيُ من وَقعِ خَطوتِِها
تَباطَأت حينَما شاهَدَت وَردي على دَربِها
تَساءَلَت في سِرٌِها ? مَن أتى بالوَردِ يَخطُبُ وِدٌَها ?
هَتَفتُ مِن خَلفِ رَيحانَةٍ تُواجِهُ بَيتِها
أنا هُنا والوُرودُِ في يَدي ... في دَربِكِ نَثَرتها
قالَت ... وما شأني بِها ?
قُلتُ في خاطِري … تَجاهَلَت لَوعَتي ؟
تُريدُ أن تَسخَرَ من حالَتي
لا تَعرِفُ كَم هي رَهيبَةُُ فِراسَتي
قُلتُ قَد جِئتُ بالوُرود يا أميرَتي
تَقَرُّباً من الجَمال … فلا تَزيدي عَلَيَّ الدَلال
فأنا أُريدُكِ بالحَلال
هَل أستَمرُّ بالكَلام .. أم أذهَبُ والسَلام ?
قالَت ولكِن مَتى شاهَدتَني ؟
قُلتُ قَد شاهَدتكِ في المنام…
وأستَمَرَّ بَينَنا ذاكَ الحِوارُ بالعُيونِ والكَلام
في داخِلِ بَيتِها خُتِمَ الحِوار ... مَرحى لَهُ مِسكُ الخِتام
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوقي
اللاذقية. ..... سورية
تعليقات
إرسال تعليق