تلك الدنيا ..
تطوف بمرقاب التمني
تلومني لأني عشقتكِ
وكأنني للعشق نبيا
هل أنا من أخترع الحب ؟
أم الحب من صنع يديّ ؟
كأني فتى من نسيم
أو بهاء عين جارية
أخترعت الرسم على جبين الورد
وعلمت الطير لجنسه الحنين
دعيني أزرعكِ سنبلة
وأسقيكِ من نهر أوردتي
فأنتِ السماء مترفتي
وفي كبدكِ زرعت القمر بدرا
وتلك الدنيا ..
هزال مصاب بوله الحنين
وكأني أنا من ألاوي الهوى
أو أتوه في بحار الورى
ألا ترون الهوى بعيون مختلفة
ولا في قاموس أو صحف قرأته
ولا من فاه الحبيبة سمعته
لكن لم أكن أدري بأني أدمنته
لو كنت أدري الباب أغلقته
تمتمات وعربدة تعلو سوقه
قش من جعبة الدمى أخرجته
ليتني ما أسكنته الفؤاد أو خنته
تلك الدنيا ..
شجار تعصف بالنجم
بين شوارد العطر أفل وانعدم
ظل على الستائر يخيفني
هل الأشباح تلد خرافا
أم أنا للأبهام أدركت ربيعا
على ستائري ظل أنتشر
عينان وفاه وخد يشبه القمر
وشعر غجرية طاف بلا خطر
وكأس في قعره يرقص الخمر
دعيني أراكِ على ثوبي
أقواس حب ل ليلكِ ينتظر
سأضرم النار
كأن سقياكِ عدم
طفل لا يعجبه عجاب
بل لدميته الليل ينتظر
دعيني أكسر الزجاج
فالروح من الشظايا تفر من عدم
سأضرم النار بالساعات
لألغي المواعد وأدخل بالحظر
أقلب الرقائق
وأزرع الألوان على الشجر
جدران تتنفس
وطبشور يرسم غيمة ومطر
فهل أنا عجيب ؟
أم بالحب أخطئ وأصيب ؟
ليتني عندما تأتين أغني
أسمعكِ الحب والتمني
ليتني أتيكِ باكيا
أو أغني على أبواب المقاهي والسهر
تلك الدنيا ..
كأنها نشيد لوعة
ونار تحرق الحطب مدفأة
أيها الحب وجهك قاتما
لا شمس كأن نهارك غائما
وذاك الصقر فر باكيا
لا أعلم هل للفريسة الصبر شاكيا
أم أنس خلف الشمس حملا
دعيني أيتها الشمس
فالليل للنجمات خر ساجدا
تلك الأحزان أتتني باكية
كأن الدموع تشكي عين جارية
فتلك الدنيا
تطوف بمرقاب التمني
فبعض النساء سراب منتهي
وأنتِ حقيقة وتمني
دعيني ارسمكِ ظلا يحتويني
ومن الشفاه كرزا يرويني
الحب مثقال غيوم
ووجوه للشوق بالدعاء تصوم
تلك الدنيا
عربدة تمني
أكتب اليوم وغدا لن أنتهي
بقلمي
الاديب عبد الستار الزهيري
تعليقات
إرسال تعليق