" يا امرأة أعشقها"
المقطع الثاني
11 يناير 2021
شعر د. أحمد محمود
جا ئحة الكورونا من كل حدب وصوب تزأر.
أنيابها المسمومة تهدر، وتزمجر وتكشر
أهواك بلادي رغم المنفى والمهجر
رغم العدوان، وطواحين الطغيان والأسر
هذا خافقي يحلق هائماً في العلياء كالصقر
فأسافر فوق جبال الجليل الأخضر
ويفوح أريج الزوفا، والبابونج، والقصعين والزعتر
وهناك وراء سواقي ووديان فلسطين، أرض المحشر
أحلق في الأجواء كالأنسر
وأحط على الأشجار وإلى بهاء فلسطين أنظر
يا امرأة من وطني المقيد بالجمر
يا زنبقة يهواها قلبي ويسامرها
كعشق السنا للصبح والفجر
أعشق تقبيل الأيدي الندية
المغمسة بالشهد الصافي الأصفر
إنا نمضي لحظات العزل سوياً
ونواجه منفانا خلف القضبان وحيطان المحجر
نتوق إلى رؤية موطننا
ونحن نعاني من آخر مشوار العمر
إنا نحمل رايات الإيمان والصبر
لم نشعر يوماً بالسقم أوالملل والضجر
وصمدنا بعون العزيز الباري الأكبر
وحنيني إليك نهر جارٍ في قلبي
ينبض حياً خلف الأضلاع وينمو ويزخر
ولحاظ عيونك فوق وجهي تتبختر
تتهادى، وتميس وتزهو وتسهر
فأراك وأنت تتطلعين إلي
ومن حدائق عينيك أتعطر
أغفو، أصحو وأفيق وإليك أنظر
آهٍ كم ترقبني سهام رموش عينيك
كم تسلبني وأنا أهواها
وشذاها كالورد يرفرف عند السحر
وأنا في موجات شطآنها الساحرة
أستسلم وأغرق في قاع البحر
وأغادر في طيات الظلمات كالبدر
لعباب الليل أشق وأمخر
من دون شراع أتيه على كف الأمواج وأبحر
أتلاشى كالغيم وأعود أظهر
أبحث عن أصقاع نائية لا تسكنها الكورونا ولا البشر
أبحث عن آفاق لا تأسرها زنزانات الغدر
تنقلني الريح بعيداً في الآفاق
لا يعرفني مقياس ريختر
يجهل إن كنت شاباً فتياً
أم عجوزاً على العكاز يتوكأ فيصغر ويضمر
فأنا أعلم أن زمن الهوى
أقوى من زمن الكورونا الأغبر
سنظل نبني أعشاش العشاق في موطننا
رغم المنفى ورغم مشانق الردى والقهر.
بقلمي د. أحمد محمود
تعليقات
إرسال تعليق